برنامج الامتثال لنظام المنافسة يُعد خطوةً أساسية تفرضها المادة الحادية والستون من اللائحة التنفيذية لنظام المنافسة؛ حيث تمنح هذه المادة مجلس إدارة الهيئة صلاحية الأخذ في الاعتبار التدابير الوقائية التي تتخذها المنشآت للامتثال للنظام واللائحة التنفيذية عند النظر في المصالحة أو التسوية أو عند إيقاع العقوبات. كما تؤكد على ضرورة تقديم المنشآت إثباتات واضحة تُظهر جهودها في تبني سياسات الامتثال، وتوعية العاملين بها، واتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من المخالفات. وامتثالًا لهذه الأحكام، أصدرت الهيئة العامة للمنافسة دليل الامتثال لنظام المنافسة، الذي يهدف إلى توجيه المنشآت نحو الالتزام بأحكام النظام، وتقليل المخاطر المحتملة للممارسات المناهضة للمنافسة.
وانطلاقًا من هذه الأسس، يهدف برنامج الامتثال لنظام المنافسة إلى مساعدة المنشآت على فهم آليات الامتثال، ووضع سياسات داخلية تضمن الامتثال الفعّال، وتعزيز ثقافة المنافسة العادلة بين منسوبيها. كما يقدم البرنامج إرشادات عملية حول كيفية إعداد برامج الامتثال الداخلية، وتحديد المخاطر المحتملة، واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة، مما يسهم في تقليل احتمالات التعرض للغرامات والعقوبات، إضافةً إلى تعزيز ثقة المنشآت في بيئة الأعمال التنافسية. ولا يقتصر البرنامج على المنشآت فقط، بل يمتد ليشمل الأفراد، من موظفين ومسؤولين، لضمان التزامهم بأحكام النظام واللوائح التنفيذية.
ويتناول هذا المقال عدة محاور رئيسية، تبدأ بتوضيح مفهوم برنامج الامتثال لنظام المنافسة وأهميته في ضمان التنافس العادل بين المنشآت، ثم يستعرض المخاطر القانونية والمالية التي قد تواجه المنشآت في حال عدم الامتثال للنظام. كما يناقش الفوائد الجوهرية التي تحققها المنشآت من خلال تطبيق برامج الامتثال، سواء من حيث تقليل المخاطر أم تعزيز الشفافية والمصداقية في التعاملات التجارية. وأخيرًا، يتعمق المقال في الخطوات العملية لتنفيذ برنامج الامتثال، بدءًا من التزام الإدارة العليا وحتى متابعة وتقييم الأداء لضمان استدامة الامتثال وتحقيق الأهداف المنشودة.

أولًا: مفهوم برنامج الامتثال لنظام المنافسة
يُعد الامتثال لنظام المنافسة أحد الركائز الأساسية التي تضمن بيئة تجارية عادلة ومستقرة، حيث يساعد المنشآت على تجنب الوقوع في المخالفات التي قد تترتب عليها عقوبات جسيمة. ووفقًا لدليل الامتثال الصادر عن الهيئة العامة للمنافسة، يتضمن برنامج الامتثال مجموعة من السياسات والإجراءات الداخلية التي تُعتمد وتُنفَّذ بهدف تعزيز ثقافة المنافسة العادلة داخل المنشأة. ويتضمن هذا البرنامج آليات تدريبية، وإرشادات تنظيمية، وخطط رقابية تسهم في توجيه الإدارات العليا والموظفين نحو السلوكيات التجارية المشروعة.
ولا يقتصر تنفيذ الامتثال لنظام المنافسة على مجرد اتباع الجوانب القانونية، بل يتطلب نشر ثقافة مؤسسية قائمة على الشفافية والمنافسة العادلة، مما يفرض على المنشآت ضرورة إشراك جميع مستوياتها الإدارية في الالتزام بأحكام النظام واللائحة التنفيذية.
ثانيًا: مخاطر عدم الامتثال لنظام المنافسة
يؤدي الإخلال بمتطلبات الامتثال لنظام المنافسة إلى تعريض المنشآت لعواقب قانونية وتنظيمية قد تؤثر بشكل مباشر على استمرارية أعمالها وسمعتها. وتتمثل أبرز المخاطر في فرض غرامات مالية ضخمة قد تصل إلى ملايين الريالات، بالإضافة إلى إمكانية التشهير بالمنشأة، والإغلاق المؤقت، ورفع دعاوى تعويض من قبل المتضررين.
كما أن تجاهل الامتثال لنظام المنافسة يعرض المنشآت لخطر فقدان ثقة عملائها وشركائها التجاريين، مما يؤدي إلى تدهور علاقاتها في السوق. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانخراط في ممارسات مخالفة، مثل الاتفاقات المحظورة أو إساءة استغلال الوضع المهيمن، قد يجعل المنشأة عرضة لتحقيقات موسعة من قبل الهيئة العامة للمنافسة، وما يترتب عليها من إجراءات قانونية صارمة.
ثالثًا: فوائد برنامج الامتثال لنظام المنافسة

تؤكد الهيئة العامة للمنافسة أن تبني المنشآت للامتثال لنظام المنافسة يمنحها العديد من المزايا التي تساعدها على تحقيق استقرارها التشغيلي، وتفادي العقوبات المحتملة. ومن أبرز فوائد برامج الامتثال ما يلي:
- منع وقوع المنشأة في ممارسات محظورة مثل الاتفاقات غير المشروعة أو استغلال الوضع المهيمن.
- الكشف المبكر عن أي مخالفات محتملة واتخاذ الإجراءات التصحيحية الفورية.
- تقليل المخاطر القانونية والمالية المرتبطة بانتهاك نظام المنافسة.
- تعزيز ثقة العملاء والشركاء التجاريين في نزاهة المنشأة وامتثالها للمعايير القانونية.
- تحسين سمعة المنشأة في السوق، مما يسهم في زيادة فرصها التنافسية وتحقيق النمو المستدام.
رابعًا: خطوات تنفيذ برنامج الامتثال لنظام المنافسة
يُعد الامتثال لنظام المنافسة أحد الركائز الأساسية التي تحافظ على بيئة تنافسية عادلة داخل الأسواق، وتجنّب المنشآت المخاطر القانونية والمالية الناجمة عن انتهاك أحكام النظام ولائحته التنفيذية. ولتحقيق هذا الهدف، يتطلب تنفيذ برنامج الامتثال خطوات أساسية تضمن التزام المنشآت بأحكام النظام، وتساعدها على الحد من الممارسات المخالفة.
الخطوة الأولى: التزام الإدارة العليا التزامًا واضحًا وصريحًا بالامتثال لنظام المنافسة
يُعد التزام الإدارة العليا حجر الأساس في بناء ثقافة الامتثال لنظام المنافسة داخل المنشأة، حيث تتحمل الإدارة العليا المسؤولية الكاملة عن ضمان امتثال جميع الموظفين لأحكام النظام واللائحة التنفيذية. ويتجلى هذا الالتزام في اتخاذ تدابير تنظيمية واضحة، تشمل وضع سياسات داخلية للامتثال، وتحديد مسؤوليات الإدارات المختلفة، وضمان إيصال هذا الالتزام إلى جميع منسوبي المنشأة.
ومن أجل تحقيق الامتثال لنظام المنافسة بفعالية، يتعين على الإدارة العليا اتخاذ عدة تدابير، منها:
- إعلان الالتزام الرسمي: يجب أن يكون الالتزام بالإجراءات والسياسات الخاصة بالامتثال جزءًا من الثقافة المؤسسية، وأن يتم الإعلان عنه بوضوح لجميع الموظفين.
- تحديد الموارد الملائمة: يشمل ذلك تخصيص الموارد البشرية والتقنية المناسبة لضمان تنفيذ برنامج الامتثال بالشكل الصحيح.
- تعيين مسؤول الامتثال: تعيين أحد المسؤولين في المنشأة ليكون مشرفًا على تنفيذ برنامج الامتثال، وضمان مراقبة امتثاله وتحديثه عند الحاجة.
- تعزيز التواصل مع الموظفين: توعية الموظفين بمخاطر عدم الامتثال، وتعريفهم بآليات الإبلاغ عن أي ممارسات قد تشكل انتهاكًا لنظام المنافسة.
إلى جانب ذلك، ينبغي على المنشآت اتخاذ إجراءات تعزز ثقافة الامتثال لنظام المنافسة، مثل:
- إدراج الالتزام بالنظام في مدونة السلوك الوظيفي، بحيث يصبح أي انتهاك للنظام مخالفة تأديبية تستوجب المساءلة.
- تقديم الحوافز التشجيعية للموظفين الذين يلتزمون بسياسات الامتثال، ويتعاونون في الإبلاغ عن أي مخالفات محتملة.
- تدريب الموظفين على كيفية التعامل مع قضايا المنافسة، وفهم اللوائح التنظيمية التي تحكم السوق.
الخطوة الثانية: تحليل المخاطر ذات الصلة بوضع المنشأة وأنشطتها
يُعد تحليل المخاطر جزءًا أساسيًا من أي برنامج فعال للامتثال لنظام المنافسة، حيث يساعد في تحديد وتقييم الممارسات التي قد تنتهك النظام، سواء كانت ناتجة عن سلوكيات الموظفين، أم عن طبيعة السوق والبيئة التنافسية التي تعمل فيها المنشأة.
ويتطلب تحليل المخاطر مراعاة العوامل التالية:
- حجم المنشأة وهيكلها التنظيمي: فكلما زاد حجم المنشأة وتعقدت أنشطتها، زادت الحاجة إلى آليات رقابية أكثر تعقيدًا لضمان الامتثال.
- القطاعات والأسواق التي تعمل فيها المنشأة: تختلف المخاطر المحتملة بحسب طبيعة السوق، ومدى التنافسية فيه، وإمكانية دخول منافسين جدد.
- التعامل مع الموردين والمنافسين والعملاء: يجب تقييم طبيعة العلاقات التجارية مع الأطراف الأخرى لتجنب أي ممارسات قد تندرج تحت الاتفاقات المحظورة أو استغلال الوضع المهيمن.
ويساعد هذا التحليل المنشآت في التعرف على النقاط الأكثر عرضة للمخالفات، ووضع السياسات الداخلية التي تضمن الامتثال لنظام المنافسة. على سبيل المثال، إذا كانت المنشأة تزاول أعمالها في سوق سبق اكتشاف مخالفات فيه، فقد تكون أكثر عرضة للتدقيق من قبل الهيئة العامة للمنافسة، مما يستوجب اتخاذ تدابير إضافية لضمان الامتثال.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد تحليل المخاطر في وضع استراتيجيات رقابية وقائية، مثل:
- إعداد دليل داخلي يوضح الممارسات المحظورة ويوجه الموظفين إلى كيفية التعامل مع المواقف التنافسية المختلفة.
- وضع آلية للإبلاغ عن المخالفات، تتيح للموظفين الإبلاغ بسرية عن أي سلوكيات غير قانونية دون خوف من العقوبات الداخلية.
- مراجعة العقود والاتفاقيات التجارية بشكل دوري لضمان توافقها مع نظام المنافسة ولائحته التنفيذية.
الخطوة الثالثة: إنشاء هيكل تنظيمي واضح للإبلاغ عن الانتهاكات المحتملة لنظام المنافسة
يُعد وجود هيكل تنظيمي فعال للإبلاغ عن المخالفات جزءًا أساسيًا من برنامج الامتثال لنظام المنافسة، حيث يساعد المنشآت على الكشف عن الانتهاكات المحتملة، واتخاذ الإجراءات التصحيحية في الوقت المناسب. ويجب أن يتيح هذا الهيكل للموظفين الإبلاغ عن أي ممارسات قد تشكل انتهاكًا للنظام، دون التعرض للمساءلة أو الانتقام.
المتطلبات الأساسية لإنشاء هيكل الإبلاغ الفعال:
- تعيين مسؤول امتثال لنظام المنافسة:
يجب أن يكون مسؤول الامتثال شخصًا يتمتع بالاستقلالية والصلاحيات الكافية للإشراف على برنامج الامتثال، وإجراء التدريبات، والتعامل مع البلاغات بسرية تامة. وينبغي أن يكون له وصول مباشر إلى الإدارة العليا لضمان اتخاذ القرارات اللازمة حيال أي انتهاكات محتملة.
- وضع آليات سرية وآمنة للإبلاغ:
يمكن توفير خط اتصال سري مباشر، أو نظام إبلاغ إلكتروني يضمن سرية المعلومات المبلغة. ويجب أن يكون للموظفين خيار الإبلاغ دون الإفصاح عن هوياتهم، مما يعزز ثقتهم في النظام.
- توعية الموظفين بآلية الإبلاغ:
يتعين على المنشآت ضمان أن جميع الموظفين على دراية بكيفية الإبلاغ، ومن هو مسؤول الامتثال، وما هي القنوات المتاحة لذلك. ويُفضل تنظيم ورش عمل داخلية لتوضيح أهمية الإبلاغ عن أي ممارسات قد تخالف الامتثال لنظام المنافسة.
- إدراج الالتزام بالامتثال ضمن مدونة السلوك الوظيفي:
يجب أن تتضمن مدونة السلوك نصوصًا تلزم الموظفين بالإبلاغ عن أي مخالفات، وتوضح العواقب المترتبة على الامتناع عن الإبلاغ عن ممارسات غير قانونية. ويمكن إدراج بنود خاصة بالممارسات المحظورة، مثل الاتفاقيات غير المشروعة أو استغلال الوضع المهيمن، لضمان التزام الجميع بالقوانين.
- المتابعة الفورية والتحقيق في البلاغات:
ينبغي التعامل مع جميع البلاغات بجدية وسرعة، والتحقيق في كل حالة بعناية، مع اتخاذ التدابير المناسبة لتصحيح أي مخالفات حال ثبوتها. ويمكن تخصيص لجنة داخلية لمراجعة البلاغات، والتأكد من أن الإجراءات التصحيحية تُنفذ بفعالية.
الخطوة الرابعة: وضع آلية داخلية للتعاون مع الهيئة العامة للمنافسة
يُعد التعاون مع الهيئة العامة للمنافسة أمرًا ضروريًا لضمان الامتثال لأحكام النظام، وتجنب أي عقوبات محتملة. حيث تفرض اللائحة التنفيذية التزامات واضحة على المنشآت فيما يتعلق بتقديم المعلومات، والتجاوب مع استفسارات الهيئة، والسماح لها بممارسة صلاحياتها الرقابية.
متطلبات إنشاء آلية داخلية فعالة للتعاون مع الهيئة:
- فهم نطاق التحقيقات التي قد تُجريها الهيئة:
يجب أن تدرك المنشآت طبيعة التفتيشات أو التحقيقات التي قد تقوم بها الهيئة، والاستعداد للتعاون من خلال توفير المعلومات والوثائق المطلوبة. ويشمل ذلك تقديم السجلات التجارية، والعقود، وبيانات المبيعات، وأي مستندات أخرى تطلبها الهيئة للتحقق من الامتثال لنظام المنافسة.
- إدراك صلاحيات الهيئة العامة للمنافسة:
تتمتع الهيئة بصلاحيات واسعة تشمل طلب المستندات، وإجراء التحقيقات، وتوجيه استفسارات رسمية للمنشآت. ويجب على المنشآت التعاون الكامل مع الهيئة لتجنب أي عواقب قانونية نتيجة عدم الامتثال أو تقديم معلومات غير دقيقة.
- تعيين مسؤول اتصال لتنسيق التعاون مع الهيئة:
يمكن أن يكون هذا الشخص مسؤول الامتثال، أو أحد أفراد الإدارة القانونية، بحيث يكون مسؤولًا عن التعامل مع استفسارات الهيئة، وتقديم المستندات اللازمة في الوقت المناسب. ويساعد وجود مسؤول محدد في ضمان الرد السريع والفعال على أي طلبات رسمية من الهيئة.
- تقديم المساعدة القانونية للموظفين عند التحقيقات:
يتعين على المنشآت توفير الحماية القانونية لموظفيها خلال عمليات التحقيق التي تجريها الهيئة، بما يضمن الامتثال دون انتهاك أي حقوق قانونية. ويشمل ذلك تقديم المشورة القانونية حول كيفية التعامل مع استفسارات الهيئة، وضمان عدم تقديم بيانات مضللة عن غير قصد.
- متابعة قرارات وإصدارات الهيئة العامة للمنافسة:
ينبغي على المنشآت متابعة جميع التحديثات والقرارات الصادرة عن الهيئة، وتحديث سياساتها الداخلية وفقًا لأي تغييرات جديدة في الأنظمة واللوائح. ويُوصى بالاشتراك في نشرات الهيئة، وحضور الندوات التي تعقدها لمواكبة أي تطورات تنظيمية.
- توعية الموظفين بواجباتهم فيما يتعلق بالتعاون مع الهيئة:
يجب أن يكون جميع الموظفين على دراية بالتزاماتهم النظامية، ومعرفة أن أي تعمد لعرقلة عمل الهيئة قد يعرض المنشأة لعقوبات صارمة.
وتشمل المخالفات التي قد تؤدي إلى فرض عقوبات:
- عدم تقديم المعلومات المطلوبة.
- تقديم بيانات غير دقيقة أو مضللة.
- عرقلة إجراءات التفتيش أو رفض التعاون مع الهيئة.
الخطوة الخامسة: تدريب موظفي المنشأة على الامتثال لنظام المنافسة
يُعتبر التدريب أحد العناصر الجوهرية في نجاح أي برنامج للامتثال لنظام المنافسة، حيث يساعد الموظفين على فهم أحكام النظام، والتعرف على الممارسات المحظورة، مما يضمن تفادي الوقوع في المخالفات. ويهدف هذا التدريب إلى تعزيز وعي الموظفين بمسؤولياتهم النظامية، وتمكينهم من اتخاذ قرارات تتماشى مع متطلبات الامتثال.
أهداف برامج تدريب الموظفين على الامتثال لنظام المنافسة:
- التعريف بأحكام النظام والممارسات المخالفة:
تقديم شرح شامل لمواد النظام واللائحة التنفيذية، والممارسات التي قد تُعد مخالفة له، مثل الاتفاقيات غير المشروعة أو إساءة استغلال الوضع المهيمن. وتوضيح العقوبات والجزاءات التي يمكن فرضها في حال انتهاك أحكام النظام.
- تمكين الموظفين من تحديد المخاطر المحتملة:
توجيه الموظفين لكيفية تقييم المواقف اليومية التي قد تنطوي على انتهاكات لنظام المنافسة. وتقديم أمثلة عملية على ممارسات السوق التي قد تؤدي إلى مخالفات.
- تعريف الموظفين بالإجراءات الواجب اتباعها للامتثال:
تقديم إرشادات واضحة حول السلوكيات المقبولة عند التعامل مع المنافسين والموردين والعملاء. وتدريب الموظفين على كيفية الإبلاغ عن أي مخالفات محتملة من خلال القنوات المناسبة داخل المنشأة.
- تعزيز ثقافة الامتثال داخل المنشأة:
تشجيع الموظفين على الالتزام بالقواعد الداخلية المرتبطة بالامتثال لنظام المنافسة، وإدراج الامتثال كمكون رئيسي في ثقافة المنشأة. وإشراك الإدارة العليا في برامج التدريب لضمان التزام جميع المستويات التنظيمية بالامتثال.
تصميم برامج التدريب وفقًا لمستوى المخاطر:
يمكن تصنيف الموظفين وفقًا لمستوى تعرضهم لمخاطر انتهاك النظام، بحيث يحصل الموظفون الأكثر عرضة للمخاطر، مثل فرق المبيعات والتسويق، على تدريب أكثر تفصيلاً. ويتم تحديث برامج التدريب دوريًا لمواكبة أي تغييرات في النظام، وضمان استيعاب الموظفين لأحدث المستجدات التنظيمية.
وسائل التدريب المقترحة:
- تنظيم ورش عمل وندوات تدريبية تفاعلية.
- إعداد أدلة إرشادية داخلية توضح سياسات المنشأة الخاصة بالامتثال لنظام المنافسة.
- إرسال نشرات إخبارية دورية تسلط الضوء على أحدث المستجدات والقرارات الصادرة عن الهيئة العامة للمنافسة.
- استخدام المحاكاة والسيناريوهات العملية لمساعدة الموظفين على فهم كيفية التصرف في مواقف قد تنطوي على مخاطر الامتثال.
الخطوة السادسة: متابعة وتقييم نتائج البرنامج ومتابعة الأنشطة
يُعد الامتثال لنظام المنافسة عملية ديناميكية تحتاج إلى متابعة وتقييم مستمرين لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. فلا يكفي إعداد برنامج امتثال وتدريب الموظفين فقط، بل يجب مراقبة فعالية البرنامج، وتحديثه وفقًا للمستجدات التنظيمية وأوضاع السوق.
أهمية متابعة وتقييم نتائج برنامج الامتثال:
- قياس مدى فعالية الامتثال:
تقييم ما إذا كان البرنامج قد أسهم في تقليل المخاطر، ومنع وقوع المخالفات. وتحليل مدى التزام الموظفين بسياسات الامتثال، ومدى وعيهم بالممارسات المسموح بها والمحظورة.
- تحديد التحديات وإجراء التحسينات:
التعرف على أوجه القصور في البرنامج، ومعالجة أي نقاط ضعف تؤثر على الامتثال. وتحديث السياسات الداخلية وفقًا للنتائج التي يتم التوصل إليها بعد عمليات التقييم.
- إجراء مراجعات دورية للامتثال:
تنفيذ عمليات تدقيق داخلية منتظمة للتحقق من أن جميع الإدارات والموظفين يلتزمون بالبرنامج. والتحقق من تنفيذ الموظفين للإجراءات الوقائية، مثل الإبلاغ عن الممارسات المشبوهة، والتفاعل الصحيح مع المنافسين.
- التكيف مع المخاطر الجديدة:
عند حدوث تغييرات في السوق، مثل دخول منافسين جدد أو تعديل التشريعات، يجب أن يتم تحديث برنامج الامتثال لنظام المنافسة بما يتماشى مع هذه التغييرات. وفي حال توسيع المنشأة لنشاطها، يجب مراجعة البرنامج لتغطية المخاطر الجديدة المرتبطة بالممارسات التنافسية في الأسواق الجديدة.
- توثيق عمليات التقييم والمراجعة:
ينبغي الاحتفاظ بسجلات موثقة لجميع عمليات التدقيق الداخلي، والمراجعات الدورية، والتحسينات التي يتم تنفيذها. ويُفضل إعداد تقارير دورية توضح مدى فعالية الامتثال، والإجراءات التصحيحية المتخذة عند اكتشاف أي مشكلات.
وسائل التقييم والمتابعة:
- تنظيم اجتماعات دورية لمراجعة أداء البرنامج ومناقشة أي تحديات تواجه التنفيذ.
- تنفيذ استطلاعات رأي داخلية لقياس مدى فهم الموظفين لأحكام النظام، ومدى التزامهم بها.
- الاستعانة بخبراء قانونيين خارجيين لإجراء تدقيق مستقل لبرنامج الامتثال، والتأكد من مطابقته لأفضل الممارسات.
- استخدام تقارير الأداء لقياس مدى التزام المنشأة بإجراءات الامتثال، مثل عدد البلاغات المسجلة حول الممارسات المخالفة، ومدى سرعة التعامل معها.
أهمية المراجعة المستمرة للبرنامج:
- يتيح تحديث البرنامج وفقًا لنتائج التقييمات تعزيز فاعليته وضمان استمرارية الامتثال لنظام المنافسة.
- يساعد تحسين البرنامج بانتظام على تفادي المشكلات المحتملة قبل وقوعها، مما يقلل من احتمالات التعرض للمساءلة القانونية.
وفي الختام،
ولضمان تحقيق أقصى فائدة من برنامج الامتثال لنظام المنافسة، يتعين على المنشآت عدم الاكتفاء بإعداده كإجراء نظري، بل يجب تنفيذه بفاعلية عبر تبني سياسات واضحة، وإلزام كافة المستويات الإدارية بالامتثال لقواعد المنافسة. كما يُنصح بتطبيق آليات متابعة وتقييم دورية لضمان استمرارية الامتثال والتكيف مع أي مستجدات تنظيمية أو قانونية. فالمنافسة العادلة لا تُعزز فقط الامتثال القانوني، بل تُشكل أساسًا قويًا لاستدامة المنشآت وتحقيق نمو مستدام في الأسواق.
